إنّ الحياة كلّها جدّ، ولا نصيب لأحد فيها إلّا بالكدّ والتعب، ولكنها جدّ يتخلله الهزل، ومن حقّ الإنسان أن يأخذ هزل الحياة بجدّ، وليس من حقّه أن يأخذ جدّ الحياة بالهزل.
الناجحون هم ممن يأخذون الحياة جدّاً، لأنّ الدنيا دار بلاء وابتلاء، ولا يستطيع المرء أن يكسب فيها شيئاً إلّا إذا سهر من أجله، واتخذه جداً، غير أنّ ذلك لا يتناقض مع أن تمتلئ شفاهنا بالابتسامة للأصدقاء دائماً، وتمتلئ قلوبنا بالسرور والفرح أحياناً.
إنّ «المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه»، وهزله جزء من جدّه حيث يستخدم ذلك كاستراحة قصيرة لمواصلة العمل والنشاط، وليس بديلاً عنهما.
المؤمن كمزرعة النخيل، أصولها صلبة وصلدة، ولكن أوراقها تتناغم مع النسائم، وتميل مع الرياح وتعطي ثماراً حلوة وجميلة.
إنّ البسمة تملأ قلب صاحبها بالسعادة والحبور، كما أنها تكسبه قلوب الناس، إذ لا يمكن كسب الآخرين إلّا بالحبّ والتواضع وخفة الروح.
ولكلّ ما سبق، وعملاً بالحديث الشريف: «إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان فابتغوا لها طرائف الحِكَم»، ولأنّ للفكاهة قوة عظيمة، إذا تمتعت بها كنت في أمان من عاديات نفسك، ولأنّ المطلوب في الطرائف ما فيها من العبرة، لذلك كان هذا الكتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.