وقامت زينب

كتاب (وقامت زينب عليها السلام) لمؤلفه المفكّر الإسلامي آية الله السيد هادي المدرسي(حفظه الله)، يحكي الفصل الثاني لثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وأما الفصل الأول فقد كان بإسم “وجاء الحسين عليه السلام”.

فبعد كتاب (وجاء الحسين عليه السلام) يأتي هذا الكتاب الجديد ليكمل المؤلف بابداعه فصول ثورة الامام الحسين عليه السلام فبعد الحسين قامت زينب عليها السلام لتكمل المسيرة

أبدع المؤلف (حفظه المولى) في بيان و توضيح مواقف بطلة كربلاء السيدة الطاهرة زينب الكبرى و الإمام زين العابدين و سائر آل رسول الله عليهم السلام، من بعد مقتل الإمام الحسين عصر يوم العاشر من المحرم عام 61 هجرية مروراً بالكوفة و معاناة أسارى آل رسول الله في طريقهنّ إلى الشام، و انتهاءً بفضح يزيد و ملئه.

كلُّ ذلك سطّره المؤلف بطريقةٍ حواريةٍ بين شخصين اسمهما: عبد الله بن مسلم، و الثاني عبد الرحمن، لقد افترض المؤلف حضورهما جميع فصول الثورة الحسينية، و جميع مراحل الأسر لبنات و أطفال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

وأما النصوص والخطب التاريخية والمواقف فإنّه ثبّتها كما وردت في أصح المصادر وأوثقها لدى المسلمين. وبطبيعة الحال تم كلُّ ذلك بالتوثيق و التحقيق.

أبدع المؤلف في جنبات الحوار المفترض بالتصريح و التلميح إلى لزوم معرفة و تعريف المسؤولية العظيمة تجاه ما جرى على الإمام الحسين و أهل بيته و أصحابه الميامين، و تجاه ما حصل على السيدة زينب و بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. و بالتالي: ماذا يجب أن نصنع إزاء كل ذلك؟ وما هو التكليف الديني والعقلي والأخلاقي في هذا المجال؟

لقد استعان المؤلف بمجموعةٍ رائعةٍ من الأدوات العلمية والأدبية والتربوية والعقلية والوجدانية.. واضعاً نُصْبَ عينيه وصول القارئ إلى معرفة مسؤوليته، وواجبه..  و تعريفه -أيضاً- بخطورة الثقافة التبريرية وتبعاتها الكارثية عمقاً واتساعاً؛ على الفرد و الأمة..

و نشير -ختاماً- إلى أنّ من يريد اكتمال الفائدة و الوصول إلى الثمرة عليه الإطّلاع على كتاب (وجاء الحسين عليه السلام) لنفس المؤلف، فهو النصف المتمم لهذا الكتاب القيّم.