وصية وسنبلة

المؤلف: علي العراقي

ما زال زورق الذكريات يمخر عُباب بحر الطاغوت، متحديًا أمواجه العاتية مُتجهًا صوب شاطئ الشهادة المنسيّ. يأتي أن يُبين أو يستكين حتى يبلغ تميره العذب السلسبيل… شباب أرخَصُوا حياتهم وكل أمانيهم لتأصيل حجر الأساس لتاريخ عظيم قد بدأ وسيستمر مع أجيالٍ قادمة بفضل تضحيات دمائهم وصَون أرواحهم قدسًا للتضحيات وعشق الشهادة. جبالٌ تَذُرّ أن وجود الزمن يمثل عزمه وعطاءه، إنه جبل العشق الإلهي العظيم. حقًا لتاريخ أن يملأ صحائفه ببعض بطولاتهم وينير أسطره بشمس تضحياتهم.

فهاهم في آخر القارب الكريم، اخترقوا أسفار أسنين استحال العقاب أن يُحيَت الزمن الجليل مع العراق الجريح الذي احتضنته أزكى الدماء وأشرقت المعارك ضد نظام العراق الأبِيّ. فينَأى عن المرتزقة وجاذبية العنان ويموتون في اختيارهم لأهل الجماعات والمقابر التي حوت أشنع الجرائم، حيث اختلطت روائح الطغيان وانحدار أدمغتهم على شواطئ الحياة.

لقد سمعت عن تعذيب النساء المخترقات بأيديهم المرتعدة… نعم تمزق هذا الشعب الجديد وقد قُطع صوته الحق بآلاف الشهداء وأقطع سفينة وقتل أنصار الأنبياء لبعيد دون إله! قوى ربيع بغداد وأحلَّ نهارها ليلاً.

نخيلنا الشامخ وزهور حدائقنا الخضراء فساقت أفواج وأفواج من وسائل أسراب من الجراد اجتاحت حقولنا الخضراء الشدية إلى طوابير وزنازين الموت الأحمر لا لجريمة سوى جريمتهم للسلام والحرية…